الخلاصة:
نعالج في هذا الموضوع مقومات الوحدة وعوامل التفرقة في بلاد المغرب القديم، تلك المقومات التي وحدت المنطقة منذ فجر التاريخ وإلى الفترة البيزنطية، والمتمثلة في العوامل الجغرافية، كالتضاريس من الجبال والسهول والمناخ، والغطاء النباتي والتربة، ومن ثم انعكاسها على الإنسان المغاربي. إضافة إلى العوامل الاثنية التي تعكس وحدة السكان من خلال المصادر الكلاسيكية والآثار والانتروبولوجيا، هذا إضافة إلى الوحدة اللغوية التي تعكسها اللغة والكتابة الليبية واستمرارها إلى الوقت الحاضر مع ما يسمى بالنقوش الليبية ونقوش التيفيناغ حاليا. وحيث أن المؤرخين الأجانب لتاريخ بلاد المغرب رؤوا في التنافر الإقليمي للبلاد المغاربية وانعدام مركز حيوي، وكذا ثنائية البدو والحضر عوامل منعت وتمنع الوحدة السياسية والثقافية، كما يمنعها كذلك التعدد العرقي للسكان، وكذا تعدد المفردات اللغوية. وهذا ما حاولنا دراسة مدى صحته من خلال هذا البحث.