الخلاصة:
تعتبر الوساطة الاجتماعية وسيلة أصيلة في المجتمعات العربية والإسلامية حيث عبرت الكثير من الممارسات التقليدية عن مهمة الوساطة كنوع من التنظيم والضبط الاجتماعي للأفراد و نهجا حكيما من مناهجها ، فبالرغم من حداثتها على المستوى المؤسساتي كضرورة لمسايرة تطور المنظومة العالمية التي شهدت توسعا مهما في مجالات الوساطة و انتشار استخداماتها كوسيلة بديلة في حل النزاعات أو المشكلات الاجتماعية وذلك لما تتميز به من خصائص و مرونة في التدخل الاجتماعي و الميداني ،حيث تنقل الوساطة الاجتماعية في توجهها الجديد اهتمامات الدولة بمشكلات النزاع من الوساطة القضائية المتعلقة بالمشكلات (الإدارية والمدنية) التي تعني بالحقوق إلى الوساطة الاجتماعية التي تعني بالعلاقات والروابط الأسرية والاجتماعية في حد ذاتها ، حيث تعتبر الوساطة مشروع اجتماعي أمني وقائي وعلاجي يعتمد على عظمة القيم التي تدعو إلى التعاون والتضامن والتسامح والتماسك الاجتماعي من خلال إحداث تغيير على مستوى العلاقات و إعادة بناء وتجديد الروابط الاجتماعية بما تتخذه من سلوك ايجابي في مهامها من أجل تدعيم وتحقيق الأمن و الإدماج الاجتماعي للأفراد خاصة المهمشين والمستبعدين منهم .