الخلاصة:
إن الإسلام من الموضوعات التي أخذت حيزا كبيرا في السياسة الاستعمارية الفرنسية ، ذلك أنه شكل أكبر عقبة أمام الآليات الاستعمارية لاستيعاب المجتمع الأهلي الجزائري ، إضافة إلى كونه عنصرا يرتبط بالهوية هذه الأخيرة التي كانت مستهدفة خلال الحقبة الاستعمارية بأكملها ، و هو الأمر الذي عبرت عنه الكثير من تصريحات العسكريين و السياسيين التي صبت في هذا المجال بشكل دفع إلى البحث في أسرارها الكامنة ، و هو ما دفع بالكثير من هؤلاء إلى ربط هذه القوة بالخلفية الدينية ، ومن هنا رسمت سياسة امتزجت بين المراقبة و محاولة خلق مؤسسات بديلة عن المؤسسات الإسلامية الأهلية ، من خلال شل دور الأوقاف الإسلامية خاصة بعد أن أدركت وظيفتها المركبة في مجال التعليم و تفعيل دور المساجد و القائمين عليها ، فكان الهدف يسير نحو هدم و إضعاف الكيان الثقافي التقليدي وتأسيس لنسق ثقافي يسمح بتثبيت قيم جديدة خادمة للاستعمار من خلال إنهاء الوظيفة الاجتماعية والثقافية لمؤسسة الأوقاف باعتبارها وسيلة اقتصادية تدعم المجالات السابقة الذكر، ومن الأساليب الأخرى للسياسة الاستعمارية : خلق تأطير جديد لها يكون بمثابة "اكليروس ديني " تمثله طبقة من الموالين لها و المتخرجين من المؤسسات التي استحدثت لهذا الغرض التي عرفت بالمدارس الشرعية .