الخلاصة:
يعتبر الإصلاح رسالة الرسل وصفوة الخلق، ولقد تهيأت ظروف شخصية ومحلية وعالمية استدعت القيام به في العالم العربي الإسلامي أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
ومن أبرز المصلحين خلال هذه الفترة الشيخ محمد رشيد رضا في مصر، والعلاّمة الإمام عبد الحميد بن باديس في الجزائر، اللذان استعانا بجملة من الوسائل من بينها الصحافة.
أنشأ الأول مجلة المنار (1898-1935م) لهذا الغرض، بينما أسس الثاني صحيفة الشهاب (جريدة ثم مجلة) (1925-1929م).
خاضت المجلتان في مختلف القضايا الإصلاحية (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، الدينية)، وعرضت رؤيتهما لتجاوز التخلف والانحطاط، وتحقيق النهضة الشاملة.
وقد تشابهت واختلفت رؤية المجلتان للإصلاح، وذلك انطلاقا من اختلاف بيئة وبنية المصلحين الكبيرين (رشيد رضا وابن باديس)، كما تماثلت الرؤى في الكثير من النظريات والمواقف، وهذا لأن منطلق الرجلين واحد، ألا وهو الكتاب والسنة