الخلاصة:
تتناول الدّراسة جانبا مهما من التاريخ الاستعماري خلال الفترة الاستعمارية الممتدة من (1830م-1930م) ممثلة في النشاطات التاريخية والأثرية الفرنسية في الجزائر ودورها في تجسيد المشروع الاستعماري، وهو النشاط الذي قامت به مختلف اللّجان والجمعيات بالإضافة إلى مجمل الأبحاث الأكاديمية الفرنسية من خلال مدارسها التحضيرية ومعاهدها وجامعاتها، دعمته الحكومة الفرنسية بتغطية مالية وميزانيات ضخمة صرفت على أجور الباحثين وبعثات الاستكشاف طبع والوثائق والمؤلفات من تقارير وكتب ومجلات وغيرها. تحولت الجزائر إلى مختبر بحث واستكشاف والجزائري إلى موضوع خضع للتجربة والدّراسة، ساير فيها البحث التاريخي والنشاط الأثري عمليات اكتساح للأرض، تلازمت مع عمليات تنقيب عن موارد المستعمرة وقوانين وتشريعات مقتبسة من فكر استعماري طبقت على سكان الجزائر أطلق عليهم تسمية "الأهالي المسلمين" تماهت مع مصالح المستوطنين وجشع الغزاة، وكان الهدف منها طمس مقومات الهوية الجزائرية وإرثها الحضاري.