الخلاصة:
لقد أولى الإسلام الحنيف الإنسان في جميع مراحل حياته عناية ورعاية، لم يعهد التاريخ مثلها، وخص مرحلة الطفولة والشباب مزيدا منها، فالأطفال امتداد للآباء والأمهات، صلة الحاضر بالماضي وبالمستقبل للتطلع إليه بالآمال الكبيرة والأمجاد الشامخة، لذلك نالت الطفولة في الإسلام مزيدا من الرعاية الصحية والنفسية والدينية والتربوية، والفكرية والاجتماعية، فالأطفال زينة الحياة الدنيا وفلذات أكبادنا نكر ن أجلهم، وهاهو إبراهيم عليه السلام يسترحم الله عز وجل، ويستعطفه بقوله: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرعي عند بيتك المحرّم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" (إبراهيم،الآية 37).
فأطفالنا اليوم شباب الغد وهم يشكلون من حيث التعداد ما يقرب من 50% أو أكثر من سكان مجتمعاتنا العربية الإسلامية وهم كذلك رجال المستقبل الذين يتسلمون راية العمل والريادة والقيادة والبناء من سلفهم، فيزيدوا في بناء الحضارة وتماسكها وتنميتها.