الخلاصة:
كان لظهور الفكر الموحدي الذي قام بنشره مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت الدور البارز في احداث تغيرات وتطورات ثقافية فكرية بالمنطقة ، وقد لقيت الدراسات الثقافية والحضارية من الباحثين عناية كبيرة في الاونة الاخيرة لمنطقة المغرب الاسلامي والاندلس ، وذلك لأهمية الموضوع وعلاقته بتفسير الكثير من الظواهر الثقافية و الفكرية السائدة في المنطقة والتي تعود جذور كثير منها الى عصور قديمة، كما ان هذا النوع من الدراسات قد يميط اللثام عن كثير من التساؤولات التي تطرح حول تلك الفترة في الجوانب الفكرية والثقافية، وبالرغم من ان الكثير من الباحثين تناولوا هذه المواضيع الثقافية والحضارية، الا انهم تناولوها بشيء من السطحية ولم يتعمقوا في دراستها، وهذا حسب ما اطلعت عليه فان اعمالهم تناولت الموضوع بشكل عام وليست بالدراسة والبحث المعمق او اختصت بالبحث لمنطقة دون اخرى. ولذلك كان اختياري لموضوع العلوم الدينية والانسانية في عهد الموحدين بالمغرب الاقصى والاندلس في الفترة الممتدة من(524هـ - 667هـ الموافق لـ 1129م - 1268م) لإماطة اللثام على جوانب عدة وخاصة ان منطقة المغرب الاسلامي لها اتصال وثيق بالعدوة الاندلسية حيث تأثرت بها وأثرت فيها.
