الخلاصة:
يعتبر علم الآثار الوقائي حاليا من أهم المناهج العلمية في مجال الكشف عن المواقع الأثرية وخاصة مواقع ما قبل التاريخ، إذ تعتبر هذه الأخيرة من الناحية العلمية صعبة ومعقدة ، فهي تتميز بعدم وجود بنايات وهياكل بارزة، كما أنها مدفونة في معظمها على عمق معتبر، ولذلك محاولة إجراء تشخيص وقائي يخص هذه الفترة يتطلب مهارات مكتسبة وتحضيرات أولية خاصة تسبق عملية التدخل الميداني. إن ما يهدد هذه المواقع الأثرية ويعرضها للزوال بالرغم من صمودها لآلاف وحتى ملايين السنين هي المشاريع الكبرى الموجهة للتنمية المحلية وخاصة في السنوات الأخيرة، فعملية الحفر العميقة باستعمال الآلات الميكانيكية تؤثر مباشرة على الطبقات الستراتيغرافية بما فيها من بقايا أثرية مما ينجم عنه الإضرار بشكل بليغ بالموقع، ولتفادي هذا المشكل أصبحت عملية التشخيص الوقائي للمنطقة المراد تهيئتها أو استغلالها أمرا ضروريا يسبق عملية الحفر، ويتم ذلك وفق منهجية علمية خاصة تتطلب مختلف المختصين في الستراتيغرافيا، الطافونوميا، الجيومورفولوجيا و غيرها من الاختصاصات
Preventive archeology is currently considered one of the most important scientific approaches in the field of discovering archaeological sites, especially prehistoric sites, as it is characterized by the absence of structures, and it is mostly buried at a considerable depth. What threatens these archaeological sites are the major projects directed to local development, especially during recent years, and to avoid this problem, the process of preventive diagnosis of the area to be prepared has become a necessary matter prior to the excavation process, and this is done according to a scientific methodology that requires various specialists such as stratigraphy, taphonomy, geomorphology.