الخلاصة:
إن موضوع الحركات السياسية الإسلامية و الديمقراطية في الجزائر يقع ضمن إشكالية مركبة،و ذات مستويين: عام وخاص. فهي تقع من جهة ضمن إشكالية المجال السياسي في الإسلام و علاقته بالديني ،و هذا ما يجعلها جزء لا يتجزأ من إشكالية عامة تشمل كل العالم الإسلامي،كما أنها تقع ضمن سياق تاريخي و سوسيولوجي خاص بالمجتمع الجزائري، الذي أخذت فيه علاقة الديني بالسياسي أشكال و تمظهرات متنوعة و متعددة. بالإضافة إلى كل ذلك يجب ان تقرأ في إطار الماهية السياسية اللادينية للديمقراطية الغربية الحديثة التي باتت عنوان التحدي لهذه الحركات السياسية ذات الماهية الدينية .وقد تطلب منا ذلك تبني سوسيولوجيا غير تقليدية ،تستطيع أن تغطي طبيعة ظاهرة يتبوتق فيها الديني والسياسي،ويجتمع فيها الروحي والزمني، سوسيولوجيا تتجاوز السوسيولوجيا كما تم بنائها ابستمولوجيا في الغرب على أساس الفصلل بين ما هو متعالي وتاريخي. سوسيولوجيا قادرة للوصول إلى فهم وتفسير واقع وحركة المجتمع الإسلامي انطلاقا من حقائق المجتمع والدين الإسلاميين،انطلاقا من تصور للإسلام كمعطى سوسيولوجي للحركة،والتمييز بين الإسلاموية باعتبارها إحدى البنى الاجتماعية العميقة المرتبطة بدينامية الإسلام كدين توحيدي،والحركة الإسلامية كإطار للفعل التاريخي الذي يعبرعن نمط خاص من التدين .