الخلاصة:
هذا الموضوع كثيرا ما يثير اهتمام الباحثين في العلوم الاجتماعية لما له من أهمية فالمرأة العاملة و بالخصوص تلك المتزوجة أصبحت أكثر تشبث بالعمل و لعل تزايد عددهن واستمرارها إلى غاية وصولها للتقاعد شكل عند البعض بالظاهرة، فبالفعل فيرى البعض أن النساء العاملات يشكلن " الاحتياط" ينتظر فقط الفرصة المناسبة ليصبح فعال في النشاط الاقتصادي. على هذا الأساس أردنا تتبع أثر التحولات الاجتماعية والاقتصادية في ترقية مكانة المرأة المتزوجة العاملة في المجتمع الجزائري؟ وإلى أي مدى أثر التعليم والعمل في تحسين وضعية الاجتماعية المرأة المتزوجة العاملة؟
وهل تنوع الأدوار الاجتماعية يساعدها في تحسين وضعيتها والحفاظ على دورها المتمثل أساسا في رعاية أسرتها ساعية بذلك إلى خلق ثقافة جديدة تدعو إلى إشراك الزوجين في كل تفاصيل حياتهما؟ وما هي المعيقات التي تقف وراء تحسين مكانة المرأة في المجتمع الجزائري ؟
إن مشكلة المرأة لا تخص المرأة وحدها، بل إنها مسألة مركزية في التطور الاجتماعي والاجتماعي والاقتصادي ولذلك فهي قضية اجتماعية أساسية تطرح بشكل جذري مشاكل المجتمع من أساسه. إن عنصري العلم والعمل ليس هدفان بحد ذاتهما، فالعلم وكذلك العمل وسيلتان تفسحان المجال للمرأة لتفجير طاقاتها وقدراتها الهائلة.
وأكدت هذه الدراسة على أن التحولات والتغيرات العميقة التي تشهدها الجزائر غيّرت من نظرة المجتمع للمرأة من نظرة تقليدية بالية إلى نظرة ايجابية حيث أدى خروج المرأة للتعليم ثم للعمل إلى تغيير القيم التقليدية رغم بعض المعيقات الموضوعية والذاتية التي حالت دون الوصول إلى المستوى المطلوب والمرغوب عند العاملات المتزوجات، إما بسبب أعباء أسرية أو مشكلات اجتماعية.