الخلاصة:
يتمحور إطار دراستنا في المؤسسات الدينية المرابطية في منطقة القبائل، كمنطقة عرفت كل أشكال الإسلام في المغرب العربي، كموطن للزوايا والأولياء الصالحين والطرق الدينية. فقد أشار مختلف علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع إلى دورها الاجتماعي، الديني والسياسي. فالدراسة تهتم بأشكال وأنماط الممارسة الدينية في منطقة القبائل، منطقة استطاعت أن تثير المهتمين والدارسين في مختلف التخصصات، لأنها تزخر بمؤسسات دينية عديدة، كما عرفت أنها من بين أهم معاقل الطرائق الصوفية في المغرب الكبير، فلا توجد بقعة لا يوجد فيها زاوية أو تعلوها قبة، ولا توجد قرية لا تعلوها مئذنة.
فأمام هذه الانشغالات المعرفية، حاولنا أن نقف على حقيقة المكانة والأدوار الحالية للزوايا المرابطية في منطقة القبائل، وذلك من خلال التركيز على مختلف الاستراتيجيات التي تتبناها هذه المؤسسات لإعادة إنتاج الرابط الديني والاجتماعي مع أهل القرية التي توجد فيها والمحيط الخارجي المتمثل في الزوار الوافدين إليها، أين تستثمر في مجموعة من رؤوس أموال رمزية في غالبيتها، كالنسب الشريف، القرابة، البركة، والعلم وغيرها... هذا ما يجعلها تحافظ على بقائها واستمرارها في الحقل الديني القبائلي