الخلاصة:
يتمحور هذا الموضوع حول إسهامات علماء الجزائر في الحركة الفكرية بالمغرب الأقصى، ما بين القرنين 10-13هـ/16-19م، حيث عرف المغرب الأقصى توافد أعداد كبيرة من علماء الجزائر على مراكزه الثقافية على غرار مدينتي فاس ومراكش خلال القرن 10هـ/16 م، كما عرفت القرون التالية أيضا توافدا لعلماء الجزائر على مدن المغرب، إلا أنه لم يكن بالقدر الذي شهده القرن 10هـ/ 16م، وكان علماء الجزائر الذين توافدوا على المراكز الثقافية المغربية - لعدة عوامل - قد استقروا بها وتبوؤوا مكانة هامة بين علمائها و خاصة في كنف حكام الدولة السعدية، كما تقلدوا بها العديد من المناصب والوظائف الهامة ، من خلال ما تميزوا به من مواصفات علمية وما امتلكوه من مؤهلات كبير ة في العديد من مجالات العلم والمعرفة، وخلفوا وراءهم إنتاجا علميا كبيرا، وهو يبين دورهم الكبير ومساهمتهم القيمة في إثراء الحياة الفكرية في المغرب الأقصى خلال تلك الفترة.