الخلاصة:
أزمة المرجعية في الخطاب الفلسفي العربي المعاصر من أبرز الأزمات التي تعيق تطور الفكر الفلسفي العربي المعاصر، و تعود جذور هذه الأزمة إلى الفكر العربي في العصر الحديث منذ صدمة الحداثة أين تلقى هذا الفكر مؤثرات الفكر الغربي و أفكاره المتنوعة فحاول رواده تجسيدها في الواقع العربي لتحقيق التطور الحضاري الذي وصلت إليه أوربا، كما حاول رواد الفكر العربي تأصيل المفاهيم الحداثية الغربية في البيئة العربية حتى تجد صدى لها في المجال التداولي العربي، إلاّ أن تعدد المرجعيات في الخطاب الفلسفي العربي لم يساهم في تقدم الفكر و تجاوز مشكلاته بل ازداد تأزم الوضع نتيجة الوقوع تحت سلطة النص المرجعي و تأثيراته الإيديولوجية، فصار المفكر العربي يدافع عن إيديولوجيات لمرجعياتٍ لم يشارك حتى في تأسيسها، فانعكس ذلك سلباً على الفكر و الواقع، و من أبرز النماذج التي حاولت تطبيق مرجعية غربية في الفكر العربي، المرجعية الماركسية و المرجعية الليبرالية، إلا أنها و رغم ضخامة مشاريعها، لم تتمكن من تفعيل الفكر الفلسفي العربي و لا تطويره و لم ترتقي بالفكر و الواقع العربي.
The crisis of reference in contemporary Arab philosophical discourse is one of the most prominent crises that hinder the development of contemporary Arab philosophical thought. The roots of this crisis go back to Arab thought in the modern era since the trauma of modernity. Where did this thought receive the influences of Western thought and its various ideas. The civilization that Europe has reached, just as the pioneers of Arab thought tried to root Western modernist concepts in the Arab environment in order to find an echo in the Arab deliberative field. However, the multiplicity of references in the Arab philosophical discourse did not contribute to the progress of thought and overcoming its problems. Rather, the situation worsened as a result of falling under The authority of the reference text and its ideological effects, so the Arab thinker became defending the ideologies of the references he did not even participate in establishing, and this reflected negatively on thought and reality