الخلاصة:
تحاول هذه الأطروحة أن تلقي الضوء على تصور شيللر لمفهوم الإنسان الجمالي، الذي يعتبر كهمزة وصل يلتقي من تلقائه الجانبين الجمالي والإنساني، لكي يحفز على إعادة بناء إنسان جديد، يتمكن من تجاوز مساوئ الحضارة، التي كانت نتاج انحراف مسار عصر التنوير، الذي غلب عليه الطابع المادي، ومن ثمة أفرغت من محتواها الإنساني، وكما أفقدت الإنسان حريته، واغتربت ذاته، ويزداد الأمر تعقيدا بإهمالها للبعد الجوهري المتمثل في الجانب الجمالي للإنسان وهذا ما أدى إلى الانعكاس السلبي على الإنسان والمجتمع، مما أدى إلى ظهور حضارة قمعية.
وأما الملاذ الوحيد للخروج من الأزمة التي يعيشها الإنسان، هي العناية بالجانب الإنساني على نحو جمالي، وذلك بتطوير وعيه الجمالي، الذي يترافق مع ترقية الذوق الجمالي، الذي يتمظهر جماليا وقيميا، وأن نجعل الإنسان "موجودا جماليا"، ولا شيء يعيده إلى نفسه غير صقل طبيعته وتهذيبها عبر مشروع التربية والتثقيف، مما يؤدي فعليا لتربية الإنسان الذي سيحمل الإنسانية في كيانه
This thesis attempts to shed light on Schiller's conception of the aesthetic concept of man, which is a link that meets those who meet the aesthetic and human aspects, in order to stimulate the reconstruction of a new human being, who can overcome the disadvantages of civilization, which was the product of the deviation of the path of the Enlightenment, which was dominated by materialism, and thus emptied of its human content, and, as human has lost its freedom, alienated itself, and is further complicated by its neglect of the fundamental dimension of the aesthetic aspect of man.
The only way out of the crisis that man is experiencing is to take care of the human aspect aesthetically, by developing aesthetic awareness, which manifests itself aesthetically and valuedly, and to make man "aesthetically present