الخلاصة:
كشفت الحفريات الأثرية عن وجود عظام بشرية تعود لملايين السنين، عثر عليها في الرواسب التي خلفتها البحيرات والمستنقعات والأنهار القديمة في الكثير من المواقع الأثرية. ولأن التعرية تقلل من هذه الطبقات الرسوبية القديمة، حيث تظهر لنا الحفريات شظايا صغيرة من العظام والأسنان، وهكذا تنتشر بقايا أسلافنا البشر البدائيين، حيث يبحث علماء الآثار عن أدلة عظمية تتعلق بأشكال بشرية تعود لفترة ما قبل التاريخ، من أجل دراستها من جانبها التشريحي والبيولوجي والبنيوي، وهو ما يطلق عليه اسم علم الباليوأنتربولوجيا، حيث اخترنا جمجمة اكتشفت بموقع "كاف أم تويزة" المحفوظة بمخازن متحف الباردو الوطني، أما الهيكل الزائد فهو محفوظ في مركز البحث في عصور ما قبل التاريخ، وهو ما جعلنا نقوم بالدراسة القياسية المترية للجمجمة فقط دون الهيكل الزائد، بهدف معرفة الخصائص المورفولوجية لها باتباع المنهجية القياسية المترية لعظام الجمجمة وبعد عملية الفحص الدقيق للعظام من خلال الدراسة الباليوباتولوجية، تم تشخيص بعض العاهات والاختلالات المرضية بمساعدة وسائل حديثة للتشخيص الطبي، ساعدنا على معرفة الحالة الصحية للمجتمعات القديمة، كما تسمح بإعطاء معلومات عن نمط عيش البشر في حقب ماضية وكذا أمراضهم و أسباب موتهم.