الخلاصة:
ترتكز هذه الدراسة البحثية على مدى أهمية مدينة أثينا في العالم القديم ، خاصة فيما يتعلق بتدوينها طوال الفترة الكلاسيكية لأهم الأنظمة السياسية بداية من النظام الملكي إلى غاية النظام الديمقراطي، فالمدينة بحكم موقعها الجغرافي وبيئتها الاجتماعية ، ونشاطها الاقتصادي ، ومناخها الثقافي هي البوتقة التي يتم فيها التآلف البشري والمجال الذي يقنّن فيه الفرد الأيوني نشاطه الاقتصادي وعلاقاته الاجتماعية ويصوغ مفهومه المعرفي وذوقه الجمالي ، وهذا ما يجعلها بحق المسرح الذي تمارس فيه الحياة و الصورة المعبّرة عن قدرة الإنسان على تنظيم المنطقة التي اختارها بمحض إرادته للعيش فيها مع الآخرين ، والعمل على تطويرها لتصبح قادرة على تلبية حاجياته وتحقيق رغباته ، ومن هنا سوف نحاول تسليط الضوء على الحضور التاريخي لمدينة أثينا اليونانية من حيث طريقة نشأتها بين تباين واختلاف الروايات الأسطورية والفرضيات التاريخية، وتعزيز تواجدها أكثر بين القوى الكبرى من خلال العمل على تطوير أنظمتها السياسية التي اعتبرت بمثابة الروح المبدعة والقوة المحركة في مجتمع دويلات المدن الإغريقية الذي أصبح بدوره مركز إشعاع فكري وإبداع فنّي ، واعتبرت مؤسسته المدنية مثالا لمجتمعات المدن الراقية في العالم القديم.