الخلاصة:
يعد إنتاج الأمفورات من الصناعات الفنية التي مارسها الإنسان منذ القديم، بإعتبارها احد الأنشطة النفعية التي استخدمها الإنسان لتلبية إحتياجاته اليومية، إلى جانب أهميتها في مجال الإقتصادي، كونها أوعية وظيفية إستعملت لحمل وتخزين المواد الغذائية من أماكن الإنتاج إلى أسواق التوزيع، هذا ما جعلها تعرف إنتشار واسعا في العالم القديم، وتمثل الجزائر أحد المراكز الهامة المختصة في تسويق المنتجات الغذائية، وبالتالي شهدت تنوع في أنماط الأمفورات المخصصة لنقل هذه المنتجات الرئيسية، والتي نجدها المنتشرة في العديد من المواقع والمتاحف وطنيا.
تمثل مدينة شرشال عاصمة مقاطعة موريطانيا القيصرية، أحد أهم و أقدم مراكز عبور الأمفورات، فهي حلقة الوصل بين مناطق إنتاج الموارد الغذائية و أسواق التوزيع الواقعة على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط، هذا ما جعلنا نسعى إلى إحصاء ودراسة أنماط الأمفورات المعروضة في المتحف الجديد بشرشال، لمعرفة أصلها و الخصائص التقنية المميزة لها، في إنتظار إستكمال الدراسة في المنشورات اللاحقة، سعيا منا إلى إثراء ميدان البحث، ومحاولة الإجابة عن بعض الإشكاليات المطروحة، التي تخص تتبع مراحل تطور الأمفورات في المنطقة عبر التاريخ .