Résumé:
الحقيقة التي لا اختلاف عليها أن ظاهرة التشرد في المجتمع الجزائري ظاهرة فعلية لها تبعاتها وأثرها الاجتماعية والاقتصادية على الأفراد والمجتمع، ولهذا غدت جديرة بالانتباه لها والوقوف عندها من أجل تحليلها وفهمها ومعالجتها. وعلى هذا الأساس كانت هذه الدراسة كمحاولة جادة لكشف ملامح ظاهرة التشرد في المجتمع الجزائري في إطار مقاربة متعددة الأبعاد؛ اجتماعية، اقتصادية، ثقافية تربوية، حضرية، وبالتالي الإلمام إلى حد ما بالعوامل والمتغيرات المختلفة والمتعددة التي يمكن أن تكون لها دور في بروز الظاهرة وانتشار التشرد، من هذا المنطلق كانت هذه الدراسة وفق منهجية سمحت بتقسيم الدراسة إلى قسمين متوازنين؛ الأول نظري يتضمن إلى جانب الفصل المنهجي والمفاهيمي ثلاث فصول نظرية تناول الأول منها رؤية في البناء الاجتماعي والأسري من خلال تناول المجتمع الجزائري وفق منظور سوسيولوجي، والفصل الموالي سلط الضوء على انعكاسات التحولات الاقتصادية التي عرفها المجتمع الجزائري على الفقر والبطالة، أما الفصل الأخر منها فقد تناول ظاهرة التشرد من خلال رؤية شاملة ومتعددة الزوايا. والقسم الثاني للدراسة يتعلق بالجانب الميداني والذي قسم كذلك إلى أربعة فصول الأول منها تعرض إلى الإجراءات المنهجية وخصائص العينة، أما الفصول المتبقية فقسمت بحسب فرضيات الدراسة، لتختتم الدراسة بالاستنتاج المتضمن نتائج الدراسة الميدانية التي أظهرت صدق الفرضيات ثم خاتمة .