الخلاصة:
ليست الاختلافات والتمايُزات الطائفية والمذهبية والعرقية حالات وظواهر سيئة في حدّ ذاتها، مثلما هو رائج في مجتمعاتنا، بل هي أمر طبيعي، وسُنة من سُننه. وإن أخطر ما يُواجه المجتمعات الإسلامية اليوم هو إشكالية الطائفية التي تحوّلت إلى عامل يُستحـضر لبـناء مواقـف سياسيـة راهنـة صوب ما يحـدث في هذه المنطقة من صراعات.
إنّ الاستـغلال الخارجي في ضعـف الـداخل العُـثماني في بلاد الشـام لم يكن ليتحقق لولا وجود الأرضية الخصبة التي تقبل تلك البذور السيئة التي تمنح الفرصة للخارج لتحقيق مبتغاه. فالاستعداد المحلي وقابلية البيئة الداخلية هو الذي يُتيح المجال لنجاح المؤامرات الخارجية التي اجتهدت في صناعة وإنتاج عزلة ثقافية ودينية ما بين الطوائف وتقاسمت الأدوار في بلاد الشام لتزيد الشُقة بينها حتى تحولت هذه المنطقة الى أكـثر بقاع العالم يمكن أن يشاهد فـيها المرء بجلاء أثر السياسة الدولية في تحريك النزعات الطائفية