الخلاصة:
تعاقبت على حكم بلاد المغرب الأوسط منذ القرن الثاني للهجرة/ الثامن للمیلاد عدة دول مستقلة، آخرها الدولة الزیانیة
التي قامت على أنقاض الدولة الموحدیة على غ ا رر الدولة الحفصیة بالمغرب الأدنى و الدولة المرینیة بالمغرب
الأقصى، وكان ذلك في النصف الأول من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر للمیلاد وقد تمیزت معظم فت ا رتها
التاریخیة بعدم الاستق ا رر نتیجة كثرة الحروب مع الدولتین السابقتین الذكر.
رغم الانعكاسات السلبیة للظروف الأمنیة على مجالات الحیاة بالدولة إلا أن ذلك لم یمنع من أن تكون لها انجا ا زت
معماریة مختلفة على امتداد ما یفوق ثلاثة قرون من الزمن، ونظ ا ر لأهمیة هذا الموروث الثقافي المادي في إث ا رء
التاریخ الحضاري للج ا زئر حا ولنا التعریف به انطلاقا من المادة العلمیة المتوفرة، لكن بما أن الإطار المكاني و الزماني
لهذه الدولة شاسع اقتصرنا بحثنا على التعریف بالإنجا ا زت المعماریة للسلطان أبي حمو موسى وابنه أبو تاشفین عبد
1337 م) والتي تعد من أهم فت ا رت الازدهار في تاریخ بني - 737 ه/ 1327 - الرحمان في الفترة الممتدة ما بین ( 707
زیان.
توصلنا في نهایة البحث إلى معرفة الأوضاع الأمنیة التي سادت فترة حكم السلطانین، وقد ساعدنا ذلك في
تقییم المكانة العسكریة التي كانت علیها الدولة الزیانیة خلال هذا العهد والتي كان لها انعكاس إیجابي على تطور
العمارة عامة، كما سجلنا كذلك كثرة وتنوع المظاهر المعماریة بتلمسان وغیرها من المدن و المناطق میزت هذه الفترة
من تاریخ الج ا زئر الوسیط،نذكر منها المساجد والمدارس والقصور والحصون