الخلاصة:
تسعى هذه الدراسة التحليلية إلى استقراء مدونة تراثية ممثلة في مقامات الحريري المسماة "بالمقامات الأدبية"، متخذين من المنهج الأسلوبي كأداة إجرائية كفيلة لولوج عوالم المقامات الرحبة التي جاءت حافلة بطاقة أدبية، ولغوية تشبع نهم الباحث، من البني التركيبية والجمالية التي رصع الكاتب بها نصوصه المقامية، فقدمها في أبهى حلة للقارئ، فكان الإيحاء والدلالة والانزياح أهم السمات والملامح الأسلوبية التي استوقفتنا انطلاقا من التجربة الإبداعية عند الحريري، الذي استطاع أن يوشي مؤلفه بالمعدن النفيس، وهذا ما جعلها تكتسب مشروعية القراءة والشرح والتحليل،فعبر رحلة طويلة من الزمن استطاعت مقامات الحريري أن تتبوأ الريادة والحظوة من طرف الدارسين شرقاً وغرباً، حتى وصلت إلى حد الانبهار من لدن الإستشراق الأوربي، فجاءت هذه الدراسة كمحاولة النفاذ إلى نص تراثي كاد يطويه النسيان بآليات معاصرة من خلال ربط الماضي بالحاضر، ومحاولة فك شفرة النصوص المقامية، والوقوف على أبعادها الدلالية والمعرفية، واستظهار أهم المقومات الأسلوبية التي استندت عليها، وهي تشق طريقها نحو العالمية.
This analytical study seeks to extrapolate the code of Maqamat al-Hariri, taking the stylistic approach as a procedural tool that guarantees access to the vast worlds of maqamat, which came with a literary and linguistic card that satiated the researcher’s hunger, from the structural and aesthetic structures with which the writer studded his maqam texts. Al-Hariri’s Maqamat al-Hariri was able to gain leadership and prestige on the part of scholars, until it reached the point of fascination from European Orientalism, so this study came as an attempt to access a heritage text that was almost forgotten. Contemporary mechanisms, and an attempt to decipher the maqam texts, identify their semantic dimensions, and memorize the most important stylistic elements