الخلاصة:
ظهر مؤخرا اهتمام كبير بعملية الترجمة ضمن دراسات ما بعد الكولونيالية الأدبية، فقد أدرك منظرو هذا التيار أن الثقافة تُنقل بواسطة اللغة التي تحمل في طياتها رموزا ومؤشرات ثقافية خاصة بمحيطها، مما يصعب عملية ترجمة النصوص ونقلها من نظام لساني إلى آخر آخر تعود إلى التفاعلات الثقافية التي تقع عبر الحدود اللغوية والسياسية. كما إكتشفوا أن الترجمة كانت جزء لا يتجزأ من المشاريع الكولونيالية في شتى أنحاء العالم، بحيث استعملت الترجمة كأداة للاحتلال والهيمنة على ثقافات أخرى ونتيجة لذلك، أصبحت الترجمة ذات أهمية كبيرة في مجال دراستهم. وعليه، يقترح هذا العمل مناقشة وتوضيح العلاقة بين نظرية ما بعد الكولونيالية والترجمة. وهذا لن يتحقق إلا من خلال من خلال دراسة دور هذه الأخيرة الحيوي في إعادة تحديد معاني الثقافة والأيديولوجيا ولنتائج السياسية والأيديولوجية التي يمكن أنْ تشكلها الترجمة ، كما يسعى هذا البحث إلى استكشاف الاستراتيجية الأفضل في ترجمة نصوص ما بعد الكولونيالية في إطار سياسة تصفية الكولونيالية.