الخلاصة:
تناولت الأطروحة بالدراسة كل العناصر الأوربية التي وفدت على الجزائر إثر الاعتداء الفرنسي عليها سنة 1830، من فرنسيين، اسبان، ايطاليين، مالطيين، ألمان وسويسريين؛ وذلك عبر تتبّع مختلف الأسباب التي دفعتهم الى الهجرة الى الجزائر وليس الى غيرها، التركيز على المناطق التي قدموا منها، وتتبّع تطورهم العددي بالمستعمرة، وكيف تعاملت معهم السلطات الفرنسية، ودراسة العلاقات التي كانت داخل المجموعة الأوربية التي كان يحكمها سلّم عرقي واضح.
كما تناولت الأطروحة بالدراسة كذلك، مختلف الهجرات الأوربية طيلة الفترة الاستعمارية، والآليات الاستعمارية التي وضعت لفرنسة هؤلاء الأجانب من الأوربيين للإبقاء على التفوق العددي للعنصر الفرنسي بالمستعمرة، من خلال التطرق الى مختلف قوانين التجنيس الهامة مع تحديد مختلف ردود الأفعال منها.
وتطرقت الأطروحة أيضا الى استعمال الأنظمة الفاشية في كل من إيطاليا واسبانيا لعناصرها الوطنية في الجزائر للمطالبة بحق شرعي مزعوم في المستعمرة، وكيف تعاملت السلطات الاستعمارية مع ذلك الوضع، وفي الأخير تناولت بالتحليل فشل الإدارة الاستعمارية في تشكيل مجتمع أوربي منسجم في الجزائر، وبالمقابل بقاء المجتمع الجزائري المحلّي على انسجامه رغم المحاولات الاستعمارية الكثيرة للقضاء عليه.