الخلاصة:
تختص الترجمة بنقل العديد من أنواع النصوص في المجالات العلمية والأدبية. والترجمـة الأدبية عملية إبداعيةً. ولا يمكن حصر ترجمة النصّ الأدبي في عملية البحث عن المقابلات اللّفظية في القواميس، مما يجعل الترجمة الأدبية أصعب الأنواع. والأدب نثر وشعر. ولأن للشعر مظاهره اللغوية والشكلية الخاصة ، فترجمته تطرح مشكلات أهمها: هل يمكن ترجمة الشعر أصلا ؟ أم أنه ذلك المستحيل الممكن؟ وإن جاز لنا أن نترجمه، فأي منهاج يجب إتباعه : هل نتقيد بالحرفية؟ أم لنا قسطٌ كبير من الحرية في الانطلاق خارج حدود القصيدة الأصل مراعين فقط في ترجمتنا المعنى الأصلي. هذا باعتبار ظلال المعاني، و إيقاع القصيدة وشكلها: فالإيقاع ناقل للمعنى، وهو الذي يضفي روح التناسق والترابط في القصيدة.. وحول الطريقة الأسلم في الترجمة قام منذ القديم مذهبان رئيسيان في الترجمة يعتمد فيه الأول على التقيد بالحرفية في النقل، أما الثاني فعلى الحرية والتصرف. وعلى هذه الإشكالية يعتمدُ بحثنا، إذ يقوم على جدلية الحرفية والتصرف. ومنه، فقد جاء البحث موسوما بعنوان:" ترجمة الشعر بين الحرفية والتصرف: دراسة مقارنة لنماذج من ترجمات سونيتات شكسبير SHAKESPEARE'S SONNETS إلى العربية." وعليه، فقد جاء التحليل محصورا بين هاتين الثنائيتين في الترجمة محاولا اقتفاء أهم المشكلات التي صادفت المترجميْن ، بدر توفيق وكمال بوديب الذي قام أوّلا بالترجمة بالصيغة النثرية وبعدها بالصيغة الشعرية من خلال دراسة تحليلية مقارنة، وتبيان الحلول التي لجآ إليها عبر دراسة ترجماتهما لسونيتات شكسبير، مستقصيا استراتيجياتهما المختلفة ومدى قربهما من اللغة الأصل في ظل النظريات اللسانية وإجراءات الترجمة .