Abstract:
نسعى، في هذا النص، إلى إماطة اللثام عن اسباب التحوّلات التي تعتري البُنى الذهنية على نحو يجعلها تؤثر بشكل عميق في ظروف الحياة المادية و الروحية على حد سواء بما فيه الكفاية لإحداث "طفرة اجتماعية" تجعل مسار الانسانية الحضاري يتخذ منحى جديدا لتحقيق بذلك "قفزة نوعية" يُخرجها من السُبل المألوفة في مجرى التاريخ؛ تاريخ العلم، تاريخ الفلسفة و تاريخ الأدب و الفن... ببساطة: تاريخ الانسانية الاجتماعية. و بهذا الصدد، نقدم هذا النص لاستجلاء عوامل التحوّل الحضاري-في تقديرنا- الذي يضاهي الطفرة في الجينات في عالم الوراثة في قلب الظلامية التي كانت تنخر نسيج الانسانية الاجتماعية على مدى القرون الوسطى. في النتيجة، توصلنا إلى أن التطوّر الحضاري الحقيقي لا يكمن في تكديس المعلومات و الاستزادة منها، إنما التطور الحقيقي يتمثل في ابداع السبل المعرفية التي ترسم ملامح "انموذج علمي" يفتح آفاقا لفكر نوعي جديد.