الخلاصة:
يندرج بحثنا هذا في إطار التعريف بلغة التخصص Langue de spécialité وعلاقتها بالترجمة و منه بالنص المتخصص، ذلك لما تكتسيه هذه اللغة من أهمية في نقل المعنى أثناء ترجمة النصوص المتخصصة. و قد كان للانفجار العلمي و المعرفي في القرن الحادي و العشرين دور حاسم في ظهور ما يسمى بلغة الاختصاص، إذ أصبحت العلوم على اختلافها تتطلب لغة خاصة بها تميزها عن باقي العلوم، فهي لغة تعبر عن العلوم باعتمادها على مصطلحات و مفاهيم دقيقة. و ما صعب من أمر إيجاد تعريف دقيق لهذه العبارة أي لغة الاختصاص هو انعدام الاتفاق، فبينما يسميها البعض لغة التخصص و لغة متخصصة فان البعض الأخر يسميها لغة تقنية و هي عند جمهور أخر لغة علمية تقنية، و هي لغة متخصصة بالنظر للمجال الذي تتناوله بالدراسة أو بالترجمة و هو ما يعنينا في مجالنا و هو مجال الترجمة. فانطلقنا من حيث التعرف على لغة الاختصاص والدور الذي تؤديه في الترجمة المتخصصة، فتعرضنا للغة الاختصاص و استشهدنا بتعاريف قدمها منظرون مشهود لهم بإسهاماتهم القيمة في الميدان، و تطرقنا إلى حاجة الترجمة المتخصصة لهذا النوع من اللغة و علاقة التأثير و التأثر القائمة بين اللغة و الترجمة، و ما تستدعيه من امتلاك لمصطلحات خاصة بالميادين المتخصصة كالعلوم على اختلافها ، و عرجنا على موضوع المصطلح و أهميته في ميدان الترجمة المتخصصة. و ما يمكننا قوله إن لغة الاختصاص تعد الركيزة الأساسية لقيام الترجمة المتخصصة، لما تمدها به من أدوات و مصطلحات تمكنها من التعبير عن المعنى الذي تحمله النصوص المتخصصة في طياتها و يصبو المترجم المتخصص إلى تبليغه لقارئ يتميز عن غيره من القراء بعمله أو تكوينه في مجال متخصص.