الخلاصة:
إن تَحوُل إمارة آل عثمان في الأناضول إلى دولة عالمية كبيرة و مؤثرة في العلاقات الدولية ،اتسع نفوذها ليشمل أجزاء جغرافية واسعة ومهمة من قارات آسيا و أوروبا و إفريقيا ، والذي قابله منذ القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي الصُعُود المُلفت للأسرة الصفوية التي استندت إلى قاعدة دينية مبنية على التشيُع يستوجب طرح جملة من الإشكاليات تختصرها التساؤلات التالية : كيف نشأت كل دولة منهما ؟ ، وما هي أدوار كل مرحلة من مراحل التأسيس ؟.لم تكن العلاقات العثمانية الصفوية سوى امتداد للخلاف المذهبي السُني الشيعي شهدت خلال الفترة المُحددة تنوعا في أدواتها و أساليبها و وتيرتها ، حيث تراوحت بين التشدد و الصِّدام العسكري بين الطرفين في فترات معينة ، و المُهادنة و السلم في فترات أخرى وفق الظروف المحلية داخل كل دولة منهما ، وأيضا الواقع السياسي الإقليمي والدولي الذي ميّزَ هذه الفترة ، الأمر الذي يقودنا إلى التساؤل التالي : ما هو واقع و مسار العلاقات بين الطرفين العثماني و الصفوي في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ؟.كما تنوعت الدوافع و الأسس التي تحكمت في العلاقات العثمانية الصفوية ، كما تعددت آثار هذه العـــلاقات ، فالمُـــتمعِن في تلك العوامل يلحظ أنها لا تزال تحدّد العلاقات السُنية الشيــعية حتى يومنا هذا ، امّا انعكاساتــها و آثارها فقد مسّــت المجال المحــلي و الإقليمي و