الخلاصة:
شكل مجمع فيراري »فلورنسا » الذي انعقدت أشغاله فيها بين سنتي 1439 - 1438 م، حدثا مفصليا في تاريخ العلاقات الدينية بين الكنيستين الكاثوليكية و الأرثوذكسية. تنقل الإمبراطور البيزنطي يوحنا الثامن و البطريرك جوزيف الثاني إلى جانبيهما ثلة من ألمع رجال الدين و المفكرين البيزنطيين إلى إيطاليا و الأمل الكبير يحذوهم للحصول على المساعدة العسكرية الضرورية لمواجهة الخطر العثماني، مقابل الموافقة على إقرار الوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية و الأرثوذكسية بعد أشهر من النقاشات الدينية الحادة، توصل الطرفان، الأرثوذكسي و اللاتيني إلى التوقيع على مرسوم الوحدة ذات يوم من شهر جويلية عام 1439 م، وفي الوقت اعتبر الكاثوليك، يتقدمهم البابا، مرسوم الوحدة انتصارا باهرا، فإنه بالنسبة للأرثوذكس في القسطنطينية و ما جاورها «خيانة عظمى » للعقيدة الصحيحة. ولم تكن حملة 1444 م التي يسيرها البابا أوجين الرابع لإبعاد الخطر العثماني على القسطنطينية و ما جاورها، والتي باءت بالفشل الذريع، في مستوى التنازلات التي قام بها الإمبراطور يوحنا الثامن و أعضاء وفده في فلورنسا. وعلى الرغم من الفشل في تطبيق مرسوم الوحدة على أرض الواقع، إلا أن هذا الموعد الديني كان مناسبة حضارية هامة تعرف فيها اللاتين عن الإرث الحضاري للبيزنطيين العريق