الخلاصة:
لقد جاء بحثنا هذا تحت عنوان " البنية في التفاعلات المحادثاتية للحصص التلفزيونية. دراسة في استراتيجية التواصل و الاقناع" مع العلم أن البحث في بنيته المحادثة كتفاعل تواصلي و الاستراتيجية التواصلية و الاقناعية فيه كان أمرا ضروريا فرضته علينا الدراسة السابقة التي قمنا بها في مذكرة الماجستير و التي كانت تحت عنوان "بنية المحادثة مقاربة نصية تداولية" أين كانت المدونة محدودة جدا لانحصارها في برنامج واحد، إضافة إلى تركيزنا على الدراسة النصية في النص المحادثاتي أي الاتساق و الانسجام إضافة إلى العوامل السياقية المساهمة في بنائها، حيث لم نولي أهمية كبيرة للتفاعل المحادثاتي التلفزيوني في حدّ ذاته و لا لاستراتيجية التواصل و الاقناع فيه و عليه جاءت رغبتهما في متابعة الدراسة و البحث في ذات المجال مع توسيع المدونة من حيث عدد القنوات و عدد الحصص التلفزيونية المعتمدة، و عدد الأعداد لكل حصة، و كان ذلك بهدف التوصل إلى بناء أو استنتاج نموذج تقريبي للتفاعل المحادثاتي التلفزيوني و معرفة الدعائم التي تقوم عليها نصيته بحكم كونه من انتاج مجموعة من شركاء التفاعل و من أهم الاشكاليات التي دفعت بنا للمواصلة في هذا المجال اشكالية الاستراتيجية حيث جاء تساؤلنا حول ما إذا كان الفرد يعمل الاستراتيجية عندما يدخل كشريك في التفاعل المحادثاتي؟ و إن كان فعلا يعمل ذلك ما هي العوامل التي يأخذها بعين الإعتبار و إن كان غير ذلك كيف يمكننا تفسير اختلاف طريقة تفاعلنا باختلاف شركائنا في التفاعل أو اختلاف الموضوع الذي يجمعنا.
أما فيما يخص الهدف من وضع هذه الاشكاليات و من هذا البحث ككل يمكن تلخيصه في النقاط التالية
أولا: سبر أغوار بنية المحادثة بصفة عامة، و المحادثة التلفزيونية بصفة خاصة، مع محاولة استجلاء الخصائص النوعية التي تتميز بها هذه الأخيرة عن نظيرتها اليومية.
ثانيا: استجلاء الاستراتيجية التواصلية المعتمدة في التفاعلات المحادثاتية التلفزيونية بحكم كونها محادثة ذات خصوصية نوعية تنتمي إلى مجال السمعي البصري