Abstract:
لقد مرت كل من دول أمريكا اللاتينية و إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين بنفس التجربة تقريبا، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، فكلاهما شهد قيام أنظمة سياسية غير ديمقراطية تبنت سياسات اقتصادية أدت إلى تردي أوضاع الطبقات الدنيا من المجتمع، و هو ما أنتج حركة اجتماعية مناهضة للأوضاع الاجتماعية و السياسية القائمة، و كانت في طليعة هذه الحركة منظمات و شخصيات ذوات توجهات يسارية ثورية في الأساس، كما شاركت في هذه الحركة الاجتماعية فئات عريضة من المجتمع، الأمر الذي أوجد قناعة لدى كثير من رجال الدين في أمريكا اللاتينية و إيران، بضرورة المساهمة في الحراك الحادث في مجتمعاتهم، و ضرورة توفير الظهير الديني لهذا الحراك، من خلال إعادة قراءة النصوص الدينية على ضوء الواقع الاجتماعي الراهن، و تعديل الخطاب الديني ليتقارب مع الخطاب اليساري