الخلاصة:
تناولت الدراسة اشكالية علاقة السياسة بالقوة والأخلاق عند الماوري و ماكيافيللي، والهدف من البحث في هذا الموضوع هو تتبع أفكار وأراء هذيْن المفكريْن السياسييْن وتلمس مدى ارتباط فكريْهما بالقيم الخلقية من عدمها ، في فترتين زمانيتين من أحرج الفترات في المشرق الاسلامي ( العصر العباسي) وفي الغرب الأوربي( دول ايطاليا). وقد أفضت الدراسة إلى أن ماكيافيللي قد فصل عالم السياسة عن عالم الأخلاق فصلاتاما، معتبرا نفسه عالم سياسة لا عالم أخلاق ، ومؤكدا أن لكل من السياسة والأخلاق عالمَه الخاص به ومجالاته الخاصة به. أما الماوري فقد ربط القيم الدينية والأخلاقية ربطا محكما معتبرا الأخلاق والسياسة توأمين لا قوام لأحدهما إلا بصاحبه.
لكن هذا لاختلاف في الرؤية السياسية لم يمنع من وجود مشترك بينهما، حيث اعتبر كل من الماوردي و ماكيافيللي من مؤسسي المنهج الاستقرائي من خلال نظريتيهما السياسية القائمة على استقراء الواقع وتاريخ الدول والحكومات، الأمر الذي يجعل السياس ، فكرا و ممارسة، علما له مبادئه و قواعده.