الخلاصة:
تتناول هذه الدراسة المظاهر الحضارية لإحدى العواصم التاريخية لأقوى الدول التي شهدتها العصور الوسطى في منطقة آسيا الصغرى ألا وهي قونيةعاصمة سلطنة سلاجقة الروم والتي تعد من المدن العريقة والقديمٌةفي التاريخ استمر وجودها حتى أوائل القرن الثامن الهجري (490هـ -707هـ /1097 -1307م ) .ويرجع اختيارنا لهذا البحث إلى الدور السياسي والحضاري الذي لعبته هاته الدولة إبان العصور الوسطى.كما كان لها إنتاج حضاري كبير في مجالات الحضارة كافة كالعمراني والاجتماعي والاقتصادي والعلمي فقد دلت المنشآت التجارية والآثار الحضارية التي لا يزال البعض منها ماثلا إلى حد اليوم على ارتباط سلاطين سلاجقة الروم بالمفاهيم الدينية والاجتماعية التي سادت عصرهم فقد استطاعت قونية بحق ان تبقى على مدى ثلاثة قرون منارة الإسلام في آسيا الصغرى وتحولت بما توافر لها من مزايا جغرافية واقتصادية واجتماعية ودينية وفنية من بلد رومي الاصل مسيحي العقيدة وهيلنستي الحضارة الى بلد اسلامي العقيدة والحضارة يغلب الاسلام على سكانه الذين ينتمون الى اصول بشرية متعددة ويعيشون في ظل الشريعة الاسلامية