الخلاصة:
إن مشكلـــــــــــــة الحضارة قضية حساسة يجب دراستها والتعمق فيها ’أملا في سد بعــــــــــــــض الثغرات التي لازالت تسبب انتكاسات للإنسان في هذا العالم المضطرب والمشحون بالتوترات. لذا تناولت الأطروحة فلسفة الحضارة عند كل من المفكرين بديع الزمان سعيد النورسي ومالك بن نبي بدراسة تحليلية نقدية مقارنة باعتبارهما يتفقان في عدة نقاط أساسية تشكل البناء الحضاري للمجتمع الإنساني خاصة في تصورهما للإنسان باعتباره صانع الحضارة .
ونظرا لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة أثارت في نفسي دهشة ’ خاصة عندما قرأت رسائل النور فوجدت فيها الروح العلمية لهذه العبقرية الفذة ، فعمدت لإجراء مقارنة بين هاتين الفلسفتين باعتبارهما يختلفان في المصدر الفكري ويتفقان في الغاية الحضارية الإسلامية ومعرفة الدافع الذي قاد كل من المفكرين النورسي ومالك بن نبي إلى اكتشاف الضعف الحضاري الذي عجز الإنسان أن يتحرر من قيوده وبذلك تزول الفجوة المعرفية بين الناس كأفراد ’وبين الحضارات العالمية التي تهدف إلى تحرير الإنسان
The problem of civilization is a sensitive issue that must be studied and in-depth in the hope of bridging some of the gaps that still cause setbacks to man in this turbulent and fraught world of tensions. Therefore, the thesis will address the philosophy of civilization for both thinkers Bediuzzaman Said Nursi and Malik Bennabi, especially in their perception of man as the maker of civilization and the only actor in the historical path, as is the case with Nursi, who considered that man is the God's successor on earth, who in turn helped build and manufacture civilization.
In view of the great importance of this topic, it aroused astonishment in me, especially when I read the Risa’il al-Nur, and I found in it the scientific spirit of this inimitable genius. the knowledge gap between people as individuals and between global civilizations that aims to liberate man .