الخلاصة:
جاءت هاته الرسالة كمحاولة لدراسة الثقافة الحضرية ومدى انتشارها في المدينة الجزائرية التي عرفت سيرورة تاريخة متتابعة ومختلفة من مرحلة لأخرى ؛ وبالرغم من الزخم التاريخي الذي عرفته المدينة الجزائرية وتعاقب الحضارات فيها إلا أنها عرفت الحياة الحضرية ولم تعرف الثقافة الحضرية التي تمتاز تباعا لكبر حجم المدينة واللاتجانس ساكنيها وتقسيم العمل المعقد فيها ..تمتاز بفتور العلاقات العائلية وعلاقات الجيرة وبروز العلاقات السطحية والمنفعية إلى جانب عقلنة الجزائري لمعاملاته اليومية مع نفسه والأفراد المحيطين به الأمر الذي لا يعكس روح الحومة التي بنيت قديما على المحبة والإخاء والتعارف الشخصي والعيش بالبيت الواحد وفي العائلة الواحدة حاولنا في هاته الدراسة الكشف عن التناقض الذي يعيشه الجزائري في تعامله مع حومته والمدينة التي يسكن فيها ولما وجدنا أن عملية التحضر بالمدينة الجزائرية كانت عملية للتركز وسكن الإنسان الجزائري بالمدينة وفقط دون أن يدرك شروط العيش فيها ودون أن يكتسب الثقافة الحضرية المفروضة عليه؛ فسرنا كثير من سلوكاته وتعاملاته مع حومته-حييه ومدينته وحياته ككل