الخلاصة:
عرفت مدينة الجزائر خلال العهد العثماني تنوعا في نسيجها الاجتماعي نتيجة توافد جماعات عدة، هذا التنوع أطلق عليه مصطلح الكسموبوليةcosmopolitisme ، و قد اختلف عدد هذه أفراد هذه الجماعات بالمدينة مما انعكس ذلك على أهميتها في النسيج الاجتماعي بالمدينة إذ شكل الحضر الأغلبية ، ثم يأتي بعدهم العثمانيون بمختلف أصولهم بما أنهم أصبحوا هم المتحكمين في الواقع السياسي والاقتصادي، ثم تأتي بقية الجماعات كما نشير إلى تعدد الأنشطة التي مارستها هذه الجماعات فالملاحظ أن العديد من الجماعات اختصت في أنشطة معينة، و انعكست هذه النشاطات على المستوى المعيشي لهذه الجماعات فقد كان صاحب الوظيفة الإدارية-خاصة الوظائف السامية منها- يجني ثروات معتبرة نتيجة تنوع الأجور، فبغض النظر عن -الأجرة الخاصة بالوظيفة- فقد سجلنا من خلال استنطاق الأرشيف مداخيل أخرى ظهرت بتسميات عدة منها العوايد و الهدايا وقد كانت العديد من الأنشطة الممارسة تكاد تنحصر في جماعات معينة كل هذا أدى بنا إلى دراسة مجتمع المدينة من خلال الثروة و الفقر مع محاولة الإجابة على الإشكالية الرئيسة التالية، هل كان لتنوع الجماعات بالمدينة دورا في بروز الفروق الاجتماعية من ناحية الثروة و الفقر؟ إن معالجة موضوع الثروة و الفقر جعلنا نعود إلى أدوات البحث التاريخي المختلفة ومنها الأرشيف و من خلاله توسلنا إلى عدة نتائج منها أن العثمانيون و الحضر كانوا على رأس الهرم من حيث الثروة بينما تأتي بقية الجماعات كالبرانية و الأسرى و العبيد و غيرهم