Résumé:
إن حلقة الرقص التي سنقدمها هنا، ليست مجرد أداء تنفيسي أو تعبير جسدي سطحي، إنها طقس معقد يحمل دلالات عديدة: من جهة تمثل مظهرا من مظاهر الشفوية الأولية في ارتكازها على لغة الجسد والأداء وليس على اللغة المنطوقة، ومن جهة أخرى هي حلقة تمسرح، لأن فيها محاكاة واضحة لوضعيات جنسية بطريقة هزلية، أي محاولة للتعبير والتواصل في فضاء هامشي مغلق، عليه أن يتحدى الخطاب الذكوري المهيمن في المجتمع التقليدي القبايلي. ومن جهة ثالثة، هو مظهر من مظاهر اللعب المشاكس، الذي يجعل من الجسد الراقص لاعبا ولعبة في آن واحد... إن الرقص هنا يكتسي دلالة : الأداء، الإمتاع، الإخبار. وسنستند في تأويلنا على مقولات زومتور في الشفويات، وغادامير في تجليات الجميل وظاهرة اللعب والإمتاع، دون أن نغفل الجانب الطقسي. وسنكشف في النهاية على الدلالة العميقة لهذه الحلقة النسوية، أي جانبها المناوئ، فهي في المحصلة خطاب نسوي مضاد للأيديولوجة الأبوية السائدة، فيما يتعلق باللذة والجنس والأنوثة على وجه العموم. Dans cet article nous tenterons de décortiquer le sens profond d'une séance de danse rituelle féminine (tel qu'elle a été observée en Kabylie), en mettant en exergue ses aspects les plus saillants, à savoir : l'oralité, la théâtralité, la féminité (pour ne pas dire féminisme). Nous démontrerons que ce rituel chorégraphique, n'est pas une simple danse pour exprimer la joie collective lors d'une fête, mais plutôt une théâtralisation élaborée qui vise à produire une performance sensuelle érotique qui titille l'idéologie patriarcale dominante dans la société traditionnelle.