الخلاصة:
مرت الثورة الجزائرية في الولاية الثانية، منذ اندلاعها في غرة نوفمبر 1954 إلى غاية وقف اطلاق النار بمراحل متعددة، شكلت في مجملها نموذجا متميزا في التطور. حيث بدأت بعمليتين خفيفتين ما لبثت حتى شملت كل تراب المنطقة بعد انتفاضة العشرين أوت 1955. وبالموازاة مع تطور العمليات العسكرية، تطور التنظيم العسكري والسياسي، حتى شمل كل دوار ومشتى في الشمال القسنطيني، فما كادت تمر سنة 1956 حتى قوي عوده، واستبدل الشعب في الأرياف إدارة الاحتلال بنظام جبهة التحرير الوطني.
أما على مستوى وحدات جيش التحرير الوطني، فإن النظام الصحي، ونظام التموين، قد بلغ درجة عالية من التطور، وشكلت قوافل التسليح من الأراضي التونسية عملا جبارا، قامت به مختلف الفرق العسكرية للولاية، مما أعطى فعالية للعمل الثوري ضد القوات الفرنسية بمختلف وحداتها، المسلحة تسليعا حديثا، والمدعومة بالقوات الجوية للحلف الأطلسي.