الخلاصة:
العنف ظاهرة اجتماعيةلايخلومنها أي مجتمع من المجتمعات، فهي ظاهرة ارتبط وجودها بوجود الإنسان وتبلورت من خلال مسيرته البشرية وذلك منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل والتي اعتبرت أول جريمة في التاريخ البشري ثم تعددت مظاهر العنف والعدوان وتنوعت الأساليب والطرق المستعملة في ذلك ويأتي هذا نتيجة سياقات وظروف اجتماعية اقتصادية سمحت بذلك فأصبح العنف مشكلة تتعدى إبعادها ويتداخل فيها العالم البيولوجي والاجتماعي بل حتى الاقتصادي والسياسي، كما يضم سلسلة من الأفعال التي تتراوح ما بين الضرر المادي والجسدي والاهانة النفسية وغيرها من إشكال الإيذاء الذي ينبسط على سلم طويل من الدرجات يبدأ بالتهديد والمساومة ماراً بالإسكات والتكذيب والشتم ثم القتل. والعنف ضد المرأة ظاهرة تاريخية تعود إلى الأزمان القديمة، وذلك ارتباطاً بتدني مكانتها والتمييز القائم ضدها على أساس الجنس وسيادة ثقافة التسلط الذكوري في الكثير من الأحيان حيث أن موضوع العنف ضد المرأة بكل أشكاله واسبابه من القضايا القديمة الجديدة، إلا أنها تستحوذ على الاهتمام لدى كافة منظمات ومؤسسات المجتمع المدني والباحثين والاجتماعيين فقد شكل موضوع العنف ضد المرأة محورا رئيسيا للكثير من الملتقيات العلمية والأيام الدراسية في الوطن العربي والجزائر على الخصوص نظرا لتفاقم هذه الظاهرة في العديد من المجتمعات سواء المتقدمة منها والمتخلفة