الخلاصة:
نحاول في دراستنا فهم أسباب نشوء علاقات صراعية للعمال الجدد مع زملائهم القدامى و مدى ارتباط الظاهرة بخصائص التنظيم، من خلال تناولها في بيئتها التنظيمية حيث تتاح الفرص و الموارد و تكثر الضغوطات و الإكراهات و القيود على الحرية الشخصية و تفرض إيجاد طرق ملتوية للتكيف، و ذلك بالتزامنا بمعطيات مقاربة التحليل الاستراتيجي التي تنظر إلى الأفراد في مجال المنظمات و العمل كفاعلين يسعون دوما لتحسين وضعيتهم ما يجعلهم في صراع دائم على السلطة، منطلقين من تساؤل كروزييه: ''لماذا اختار الناس دوما و يستمرون في اختيار، رغم إلحاح المصلحين، أنماط لعب صراعية بدلا من أنماط لعب تعاونية''. و نخص بالدراسة بلدية المعالمة التي شهدت تحولا عميقا في السنوات الأخيرة نتيجة توسعها في إطار المدينة الجديدة "سيدي عبد الله"، لذلك عملت على استقطاب واسع لعمال جدد بغرض تغطية النقص العددي أولا و النقص في المناصب النوعية ثانيا، حيث باتت أحوج إلى عمال أكثر تخصصا و كفاءة مقارنة مع السنوات الماضية حين كان العمل في البلدية لا يتطلب التخصص العالي. إن هؤلاء العمال الجدد التحقوا بمناصبهم ليجدوا أنفسهم أحسن وضعا من سابقيهم مما يسمح لهم باستغلال مواردهم لتعزيز سلطتهم، ما يخلق صراع السلطة الذي يتوسع في ظل التنظيم البيروقراطي حيث يوفر له مختلف الميكانيزمات كونه يترك للأفراد مجالا واسعا للتحرك