الخلاصة:
الإنسان مدني بطبعه وإجتماعي بفطرته، ولذلك فالحاجة إلى الاتصال والتواصل مع الآخرين حاجة أساسية فطرية كالحاجة للطعام والشراب ، لذلك قمنا بتسليط الضوء في دراستنا هذه إلى معرفة ما للمواسم الدينية من أثر كمناسبات اجتماعية تعيد للنفوس توازنها وتحقق للأسرة وللمجتمع استقراره وتماسكه ، بالإضافة إلى حاجة الإنسان الفطرية إلى مثل هذه المواسم لتحقيق التواصل بينه وبين غيره من أفراد المجتمع ، حيث انطلقنا من إشكالية مفادها : كيف ينعكس إحياء المواسم الدينية بإعتبارها إحدى آليات التفاعل الإجتماعي في إستقرار الأسرة و تماسكها ؟ و قمنا بإقتراح ثلاث فرضيات لمعرفة ما للمواسم الدينية من أثر في تماسك الأسر و استقرارها والتي حاولنا الإجابة عنها من خلال دراسة ميدانية في مدينة الجلفة . و من خلال هذه الدراسة نستنتج بأن للمواسم الدينية دور هام وأثر في تماسك أفراد الأسرة واستمراريته من خلال تكرار وإحياء هذه المواسم كل سنة ، والتي تعد ظاهرة اجتماعية ثقافية وكذا تربوية تؤثر بصفة عامة على أفراد المجتمع وارتباطها القوي بالبناء الاجتماعي له وتعمل على الحفاظ على قيم المجتمع من خلال التمسك بإحياء هذه المواسم الدينية وكذا بالتقاليد المشتركة بين الأفراد من خلال تفاعلهم المشترك في الشعائر والطقوس ذات الدلالات الدينية والتربوية .