الخلاصة:
تتناول هذه الدراسة واقع المؤسسات الدينية في الجزائر والمغرب،مع القيام بمقارنة بين هذه المؤسسات في البلدين، ذلك الواقع الذي ارتبط دائما بواقع الدولة وخصوصياتها، والملفت للانتباه أن العلاقة بين الدين والدولة لايمكن أن تتأسس بدون إفرازات ونتائج، بل بالعكس تماما من ذلك، ولهذا توجهنا مباشرة إلى وظائف مؤسسات الدولة، لأن إدراج الدين في مؤسسة من مؤسسات الدولة يجعل لا محالة هذا الدين سلاح إيديولوجي للدولة، يساهم بطريقة أو بأخرى في إصباغ الشرعية على السلطان، وتكريس التوجهات والاقتصادية والاجتماعية له.يتواجد هناك ثلاث نقاط التقاء بين الدين والسياسة، كل نقطة التقاء لها مستوياتها وهي:- المستوى الأول وهو المستوى المؤسساتي الذي يجعل من الدين مصدر وقاعدة للشرعية، المستوى الثاني هو المستوى الإيديولوجييجعل من الدين كمرجع سوسيوثقافي، أما المستوى الثالث فهو إداري يبرز قدرة الدولة على مراقبة وتسيير وتنظيم الدين عبر المؤسسات الدينية الرسمية. فالمؤسسة الدينية أصبحت جهاز إيديولوجي للدولة في الجزائر والدولة الملكية في المغرب.