Abstract:
عرفت الرّواية البوليسيّة منذ نشأتها على يد مؤسّسها "إدغار ألان بو "تطوّرات قابلة للتّحليل، بدت في بدايتها فنيّة بحثه، ولكنّها سرعان ما تحوّلت لتصيب الجانب الموضوعاتي. وهكذا فإنّ الرّواية البوليسيّة حاولت فهم الواقع بمختلف تماثلاته وتناقضاته، ومن هذا التّفاعل الحاصل ظهرت في الحقل المغاربي كل من الرّواية البوليسيّة السّوداء التي سرعان ما عمّت العالم لسوداويّته، ورواية اللّغز، وهذا جرّاء الوضع الاجتماعي المشحون الّذي ينبئ بشيء يلوح في الأفق وتكشف عنه الأيام اللّاحقة. ومنها ظهر الرّوائيون المغاربة، الجزائري المغترب "ياسمينة خضرا" بنصّه "بم تحلم الذّئاب" والتونسيّ المتمرّد "فرج الحوار"، ومن المغرب "عبد الإله الحمدوشي وميلودي الحمدوشي"، ليحقّقوا نوعا من هذه المقولة والّتي حاولوا فيها تصوير المجتمع المغاربي في فترة التسعينيّات، منها من هو قابع تحت رحمة الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة، ومنها ما هو رهن الاعتقال أو قابع في السجن تحت رحمة تعسف السّلطة.