الخلاصة:
إن المتمعن لما يجري في الجزائر من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية يستطيع أن يُقر بأن هناك حراكاً اجتماعيا ملموساً في أوساط هذا المجتمع، وكنتيجة لهذا الحراك برزت هناك مظاهر جديدة وخطيرة في نفس الوقت وهي مظاهر العنف, وبما أن هذه الظاهرة ليست بجديدة على المجتمع الجزائري وإنما تزايدت بشكل كبير بين أوساط المجتمع الجزائري, فقد أصبح كل فرد منا معرض لبعض أشكال جرائم العنف إذا توفرت الأسباب المؤدية إليه طبعاً وهذا ما أدى بنا إلى دراسة أسباب ارتفاع معدلات جرائم العنف في الجزائر وكذلك محاولة الوقوف على أساليب مواجهتها, وقد تم اختيار عينة ممثلة من 150 فرداً من الأشخاص الذين قاموا بارتكاب جرائم عنف وأدينوا من طرف الأجهزة القضائية وهم يقومون بتأدية عقوبة سالبة للحرية بفترة زمنية محددة من طرف هذه الأخيرة, في مركز إعادة التربية والتأهيل بالحراش بالجزائر، بعد تطبيق الدراسة الميدانية قمنا بتحليل ومناقشة نتائج الدراسة والإجابة على التساؤلات التي تم طرحها، وقد توصلنا إلى نتيجة عامة مفادها : أنّ أسـباب جريمة العنف التي يرتكبها الفرد تختلف وتتنوع باختلاف الظروف والعوامل المؤدية أو المُهيأة لارتكابها، فيمكننا اعتبار جريمة العنف ظاهرة مركبة تتكون نتيجة عوامل فردية واجتماعية وطبيعية.