Abstract:
يهدف موضوع هذا البحث إلى إضاءات جديدة على المساجد المبكرة منذ ما قبل الهجرة النبوية حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين من الجوانب التاريخية، والحضارية، والآثارية، حيث عرف المسلمون عمارة المساجد قبل الهجرة النبوية سواء في مكة المكرمة من خلال بناء مسجد من قبل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، للصلاة، وقراءة القرآن الكريم، أو يثرب (المدينة) من خلال بناء مساجد للصلاة، وقراءة القرآن الكريم من قبل الأنصار من الأوس والخزرج من جهة، وأصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين تقدموه في الهجرة إلى يثرب من جهة أخرى، ومنها مسجد قباء، ومسجد الصحابي أسعد بن زرارة، رضي الله عنه، ومسجد بني زريق، خاصة وأن بعض هذه المساجد كانت تقوم بوظيفة المسجد الجامع مثل مسجد الصحابي "أسعد بن زرارة". كما شيدت المساجد في أثناء الهجرة النبوية للصلاة، وقراءة القرآن الكريم سواء من قبل أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين تقدموه في الهجرة النبوية، والأنصار من الأوس والخزرج، أو من قبل النبي، صلى الله عليه وسلم، في أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى يثرب أو المدينة، والتي تتمثل في مسجدي قباء، ووادي رانوناء. كذلك شيدت المساجد في الجزيرة العربية بعد الهجرة النبوية حتى نهاية العصر النبوي، أي منذ تأسيس المسجد النبوي بالمدينة المنورة حتى نهاية العصر النبوي سواء تلك التي شيدت في المدينة المنورة، أو خارجها في بقية أرجاء الجزيرة العربية، فضلاً عن تشييد المساجد في عصر الخلفاء الراشدين سواء في الجزيرة العربية، أو خارجها في البلاد التي وصل إليها المد الإسلامي في المشرق والمغرب. وهو الأمر الذي يؤكد على أن دراسة نشأة المسجد يجب أن تبدأ من مكة المكرمة ويثرب قبل الهجرة النبوية من جهة، وأن ما ذهب إليه المستشرقون، وعلى رأسهم العالم كريزويل (Creswell) من أن المسلمين لم يعرفوا بناء المساجد في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، غير صحيح على وجه الإطلاق، وينقسم هذا البحث إلى خمسة محاور يمكن عرضها على النحو الآتي: 1- مسجد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية. 2- مساجد المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية. 3- عمارة المساجد في أثناء الهجرة النبوية. 4- عمارة المساجد في الجزيرة العربية بعد الهجرة النبوية حتى نهاية العصر النبوي. 5- المساجد في عصر الخلفاء الراشدين.