Résumé:
إن أصول التصوف مستقاة من الكتاب والسنة، فقد أجمع مؤرخو التصوف، على أن هذا العلم قد بنى قواعده على أصول صحيحة وقواعد متينة من الكتاب والسنة. وهذا ما أكده أعلام التصوف، إذ أجمعوا على أنهم براء ممن خرج عن نهج كتاب الله وسنة رسوله – ص-. قال إمام الصوفية أبو القاسم الجنيد:"من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيًد بأصول الكتاب والسنة". وقال الإمام الغزالي:"واعلم أن سالك سبيل الله –تعالى- قليل والمدعي فيه كثير، ونحن نعرفك علامتين له، العلامة الأولى: أن تكون جميع أفعاله الاختيارية موزونة بميزان الشرع…". وقال أبو الحسن الشاذلي:"إذا تعارض كشفك مع الكتاب والسنة، ودّع الكشف، وقل لنفسك: إن الله – تعالى– ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها في جانب الكشف، ولا الإلهام، ولا المشاهدة، إلا بعد عرضه على الكتاب و السنة ". أما القول أن التصوف دخيل فقضية التأثير والتأثر ليست عيبا، ومن التطور الطبيعي أن يكون هناك أخذ وعطاء، كما أنه لا يمكن نسبة كل فكرة ومنهج لغير أصحابه الحقيقيين وتجربتهم الخاصة، رغم أنه من الجائز أن تأتي النتائج متشابهة فـ"أشـواق الروح الإنسانية قسط مشترك بين بني آدم، لا تنفرد به أمة من الأمم، ولم تستوعبها عقيدة واحدة، والنفس الإنسانية واحدة على الرغم من اختلاف الشعوب والأجناس، وما تصل إليه نفس بشرية بطريقة المجاهدات والرياضات الروحية قد تصل إليه أخرى، دون اتصال واحدة منهما بالأخرى. وقد لخص العقاد اختلاف الآراء في أصول التصوف بقوله:"إن عناصر الصوفية الإسلامية مبثوثة في آيات القرآن الكريم، محيطة بالأصول التي تفرعت عليها صوفية البوذية والأفلاطونية، والمسلم يقرأ في كتابه- تعالى-" أن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".