الخلاصة:
ينبغي على الآباء والأمهات تشجيع الأطفال على الشروع في تعلّم العربية منذ عمر مبكر في هذا العالم الذي تسيطر عليه العولمة، فتعلّم العربية يفتح لهم آفاقاً جديدة بجانب كونها لغة الدين الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية لأربعة عشر قرناً ونيف حيث تعزز أمامهم الفرص، والفهم الأوسع للعالم ومشكلاته وقضاياه، وإن تعليم العربية للصغار ليس أمراً سهلاً، فتعليم الصغار يعد تجربة فريدة من نوعها تجمع ما بين التحديات والمتعة في تحقيق المنجزات التي يمكن أن يراها المعلم كل يوم في هؤلاء الصغار، وتُعنى هذه الدراسةبالصعوبات والتحديات التي تواجه تعليم العربية للأطفال غير الناطقين بالعربية، وقد قسمت الصعوبات والتحديات في هذه المقالة إلى نوعين، تحديات خارجية وتحديات داخلية، أمّا التحديات الخارجية فترتبط بالمجال العام لتعليم العربية للصغار غير الناطقين بالعربية، كغياب التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية، وانعدام الرؤية والفلفسة، ناهيك عن ندرة الاهتمام بهذا المضمار، وقلة المؤسسات والبرامج التي تُعنى بتعليم العربية للصغار غير الناطقين بالعربية، وضعف تأهيل معلمي العربية للأطفال، عدا عن شح المناهج والكتب التعليمية التي تستهدف الأطفال غير الناطقين بالعربية، وقلة الموارد والدعم لهذا القطاع الحيوي، وغياب توظيف التكنولوجيا في تعليم العربية للصغار، ومزاحمة اللغات الأجنبية للعربية، وتحدي العاميات والدوارج، أمّا التحديات الداخلية التي ترتبط بمنظومة عملية التعلّم والتعليم، كالجهل في كيفية اكتساب الأطفال للغات عموماً والعربية خصوصاً، وتحدي وجود البيئة الطبيعية والصناعية في عملية تعليمها، واختلاط الفصول واكتظاظها، ووجود الصغار من وارثي اللغة مع متعلمها من غير الوارثين، وقصر التركيز لدى الصغار في عملية التعلم، وكيفية الحفاظ على النظام مع الصغار، وإستراتجيات رفع الدافعية وقلة الاهتمام، وفرق المستويات بين الصغار في الكفاءة، وأخيراً وليس آخراً أساليب التقييم والتقويم.