الخلاصة:
كانت الحرب بين روما وقرطاجة، أمرا مقضيا، فرضته تفاعلات الأحداث بين قوتين قطعت إحداهما مرحلة متقدمة من السيطرة على الحوض الغربي للبحر المتوسط، بينما استكملت الأخرى مرحلة بناء قوتها بعد السيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية، فكانت سيطرة روما على عدد من المستعمرات الاغريقية في جنوب إيطاليا (إغريقيا- العظمى)، أن وضعتها على خط الاحتكاك المباشر مع قرطاجة في صقلية، وكان لابد من الصدام بين الطرفين من أجل التوازن بادئا ثم التوسع لاحقا. هذا الصدام الذي بحث له القدامى عن الأسباب والمبررات لإدانة هذا الطرف أو ذالك، وخاصة الطرف البونيقي الذي سميت الحروب باسمه وفي ذلك إشارة إلى كونه المتسبب فيها.