الخلاصة:
يعالج هذا الموضوع إحدى الصفحات الهامة من تاريخ البحر الأبيض المتوسط وذلك من خلال تناول بعض التطورات السياسية والعسكرية التي سجلتها مدينة المهدية الساحلية في غضون القرن الثاني عشر ميلادي/ الخامس هجري، إن إطلال المهدية على البحر الأبيض المتوسط واحتلالها مكانة مرموقة وحساسة في ساحله جعلها تتحول إلى هدف استراتيجي ضمن السياسة التوسعية لمملكة صقلية النورماندية في عالم البحر المتوسط. في عام 543 هـ/ 1148 م احتل النورمان مدينة المهدية الساحلية، وغدا هذا الانتصار أهم مكسب ناله ملكهم روجر الثاني في شمال إفريقيا باعتبار أن المهدية قاعدة لحكم الزيريين في إفريقية، وبذلك ألحقت المدينة بمملكة سقيليا تدار شؤونها وفق إرادة التاجر النورماندي بباليرمو كما تحولت إلى مستعمرة نورماندية في أرض الإسلام تحضى بأوضاع داخلية متميزة وسط عالم يتحكم في معالمه وخيوطه منطق الصراع الإسلامي الصليبي أو بالأحرى منطق اصطدام بين الشرق والغرب.