Abstract:
فإنّه ليس من اليسير أن يقف الإنسان أمام هذه الربوة الوجناء، والروضة الغنّاء، صاحب الطبع الصقيل، ورب اليراع الأثير، وغذي لبن العربية من معينها الثر؛ الذي لا ينضب، شجاع العربية وسفسيرها؛ الشاعر أبو ذؤيب الهذلي خويلد بن خالد، إذ لا تزال العزائم تتناصر إلى شعره على كرِّ الحقب، وتترافد إليه الهمم على مرِّ الأزمان، إجلاء للناظر و إلقاحا للخاطر. من هذا المنطلق يأتي بحثنا - مقاربا أسلوبيا- مدونة الشاعر؛ من حيث البنيتين الإيقاعية والدلالية. ولا يفهم من هذا أنِّي عوّلت بشكل مركزي على العلاقة بين الشكل والدلالة؛ أي شكل الظاهرة اللغوية صوتا وصرفا وتركيبا؛ الذي يشكله المرسل بالدلالات التي تحصل في أذهان المتلقين، بل إنّ مدار الأمر أنّي قصدت المستوى الإيقاعي وما يشي به من دلالات، ثمّ انتهيت إلى المستوى الدلالي؛ مقتصرا فيه وكدي على الحقول الدلالية، ذلك أنّ الآثار الشعرية التي تركها أبو ذؤيب مستوحاة من واقع بيئته؛ فالصلة بين الشعر والبيئة كالصلة بين النّبت والمنبِت لا تُدفع.