الخلاصة:
يتناول هذا البحث عالما من علماء الأندلس ،وهو أبو الحسين ابن الطراوة (438هـ -528هـ) ، نميط من خلاله اللثام عن حياة هذا العالم اللغوي الفذ، وما قدمه للدرس النحوي العربي ، فقد عرف الدرس النحوي الأندلسي على يد علماء الأندلس خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين مرحلة جديدة تميزّت أساسا باستقلاله عن النحو المشرقي، فكان لأبي الحسين بن الطراوة ذاته إسهام كبير في هذا التحوّل، لاسيما في ميدان (علم النحو)، حتى عُدّ الرجل من أوائل الأندلسيين الذين كتبوا في النحو كتابة متخصّصة تقوم على فقه أسراره وكشف غوامضه، وتقوم أيضا على تقديم الجديد المبتكر من الآراء. هذا الجديد المبتكر يتمثل في اعتراضاته العلمية على كثير من آراء أئمة النحو، ومنهم سيبويه، فتناولنا أهم المسائل النحوية والصرفية التي خالف فيها سيبويه ، كما تفرّد عن جمهور النحاة بجملة من الآراء في مسائل كثيرة، يمكننا من خلال هذا البحث الإلمام بها وبمنهجه النحوي واجتهاداته فيها.